التفاصيل الكاملة لرحلة السائحة البولندية "المنتحرة" إلى مصر.. اتصلت بأهلها بعد يومها الأول وكانت مذعورة
مازال الجدل مستمراً حول حقيقة موت السائحة البولندية ماغدالينا جوك في مصر.. هل انتحرت بعد تعرضها لاعتداء جنسي بحسب ما روت بعض الصحف البولندية أم أنها كانت تعاني من اضطرابات نفسية منذ مجيئها بحسب ما تقول مصادر طبية مصرية؟.
من المبكر الاستقرار على سيناريو واضح وثابت، فالتحقيقات في بولندا مازالت مستمرة وروايات الشهود المختلفة تظهر للعلن من حين لآخر.
بداية الرحلة
قررت الفتاة البولندية أن تفاجئ صديقها ماركوس بتحضير رحلة سياحية إلى مصر، فحجزت تذكرتي السفر، إلا أن انتهاء صلاحية جواز صديقها، حال دون تمكنه من مرافقتها.
قررت الفتاة البولندية أن تفاجئ صديقها ماركوس بتحضير رحلة سياحية إلى مصر، فحجزت تذكرتي السفر، إلا أن انتهاء صلاحية جواز صديقها، حال دون تمكنه من مرافقتها.
حاول الصديقان إلغاء الرحلة بالكامل أو بيعها واسترداد المال، لكن لم يفلحا. فقررت ماغدالينا السفر وحدها مع سياح آخرين في الرحلة التي حجزتها عبر شركة "رينبو تورز"، كي لا تخسر ما تكلّفا به (حوالي 1000 دولار).
من مطار مدينة "كاتوايس" جنوب بولندا، سافرت البولندية البالغة من العمر 27 عاماً في 25 أبريل/نيسان الماضي، إلى مدينة "مرسى علم" السياحية في "محافظة البحر الأحمر" بالجنوب الشرقي المصري.
لم تكن الفتاة الجميلة المليئة بالحياة والشغف تدرك أن رحلتها ستتحول إلى نهاية مأساوية، تتخبط وسائل الإعلام البولندية بالحديث عنها للوصول إلى حقيقة ما حصل، وكيف انتهى المطاف بماغدالينا جثة هامدة في أحد المستشفيات المصرية.
وصلت ماغدالينا إلى مصر في 25 أبريل، ولا تذكر وسائل الإعلام البولندية في نقلها شهادات ممن التقوا بها في ذاك اليوم، سوى أنها كانت بخير وبصحة جيدة.
بداية الأزمة
بعدما قضت يومها الأول، تواصلت مع عائلتها في بولندا، وهنا كان أول أمر مثير للجدل لفت نظر أسرتها، التي ذكرت أن تصرفات ابنتهم كانت غريبة، ووجدوا صعوبة في فهمها، "كانت ماغدالينا مذعورة".
وبحسب ما نشر موقع ستورم فرونت البولندي، فإن ماغدالينا تعرضت بعد ساعات قليلة من وصولها إلى الفندق بمرسى علم، لاعتداء جنسي قام به عامل بخدمة الغرف، وآخر مصري أيضاً يعمل بشركة "رينبو" تورز للسياحة، وأنها تعرضت للتخدير والاغتصاب قبل أن تجدها عاملات أوكرانيات بالفندق ملقاة على الأرض فاقدة وعيها.
ويتابع الموقع "بعدها اتصل عاملو الفندق بالشرطة، وأبلغوها بالحادث ثم تم نقل ماغدالينا إلى مستشفى رفض أن يعالجها، لأنهم لا يقبلون حالات الانتهاكات الجسدية طبقاً لما ذكر".
وفي هذه المرحلة، انتشرت صور لماغدالينا وهي بحالة سيئة في المستشفى، وصلت لعائلتها، التي قررت إعادتها لبولندا، إلا أن العاملين بمطار مرسى علم، رفضوا سفرها وفق ما ذكر الموقع، وقالوا "إنها ستتطلب عناية شديدة هم لا يستطيعون توفيرها".
قامت الشرطة المصرية بعد ذلك بنقل ماغدالينا إلى فندق آخر، حيث من المتوقع أن يكون ذلك قد حصل في تاريخ 28 أبريل، حين أجرت اتصال فيديو مع صديقها ماركوس، تقول فيه "لا أستطيع التكلم.. لن أتمكن من العودة.. أنا آسفة. أرجوك ساعدني على الخروج".
في الفيديو الذي انتشر مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر فيه ماغدالينا وهي تبكي وتتحدث بتوتر وارتباك، وفي آخره يظهر شاب أسمر اللون بجانبها.
نقلها للمستشفى
في اليوم التالي الذي صادف 29 أبريل، نُقلت ماغدالينا مجدداً إلى مستشفى في الغردقة بعدما ساءت حالتها في الفندق، بحسب ما ذكرت صحيفة بولسكا تايمز، ويظهر في فيديو لها داخل المستشفى وهي خائفة وتهرب من العاملين الذين كانوا يحاولون منعها من الانتحار عندما حاولت القفز من النافذة.
ويبدو أن محاولتها للانتحار قد نجحت أخيراً عندما تمكنت من القفز من نافذة غرفتها في المستشفى في اليوم ذاته، ما أدى لإصابتها بكسور وأضرار، تسببت بوفاتها في اليوم التالي 30 أبريل، وفق ما قال صديق ماركوس، الذي وصل إلى المستشفى على أمل إعادتها إلى البلاد.
وقد أخبر صديق ماركوس عائلة ماغدالينا بخبر وفاتها، بعدما كانت تتابع بقلق ما يجري مع ابنتهم.
وتقول والدتها بفجع، إنها لا تستطيع أن تفهم كيف لم يكن هناك من يقدّم الرعاية الطبية اللازمة لابنتها عندما ساء وضعها، "سواء كان الموظفون في مكتب السياحة، أو من رافقوها في هذه الرحلة، كنا مطمئنين أنها لم تكن وحدها (..) كيف تحصل هذه الكارثة وهي في المستشفى؟!".
قضية ماغدالينا الآن في يد محقق بولندي خاص يدعى "كرزيستوف روتكوسكي"، باشر منذ 2 من مايو/أيار الجاري تحقيقاته، وهو لا يؤمن بفكرة انتحارها، ما يطرح سيناريوهات عديدة حول وفاة الفتاة البولندية.
في آخر وثيقة طبية وصلت حول حالة ماغدالينا، تظهر تعرّضها لإصابات كبيرة في الجانب الأيسر من جسدها وفي ساقها وأضلعها ورأسها.
إلا أن هذه الأضرار لا يمكن أن تكون ناتجة عن القفز المتعمد من النافذة، وفق ما ذكر مصدر طبي.
كما كشفت الوثيقة التي نشرتها الصحف البولندية الإثنين 8 مايو، أن ماغدالينا كانت قبل 5 ساعات من السقوط من النافذة، فاقدة لوعيها من شدة الإرهاق، وأنها أعطيت جرعات من الغلوكوز قبل أن تنام.
فيما تتواصل التحقيقات لمعرفة ما حصل لاحقاً.
المستشفى الذي كانت فيه ماغدالينا، دافع عن نفسه عبر الفيديو الذي التقطته كاميرا مراقبة مثبتة في إحدى ردهاته، تظهر فيه ماغدالينا وهي تحاول القفز من الشرفة، حيث هرعت ممرضة ومعها آخرون، وحاولوا منعها من القفز.
ويقول أحد أطباء المستشفى ويدعى الدكتور أحمد شوقي، "تمكنا من وضعها في الجناح بصعوبة، مع أننا قلنا بداية إنه لا يجب علينا استقبال من يعانون من مشاكل عقلية، لأننا لا نملك ما نعالجهم به، لذلك وافقنا على بقائها على أن تأتي صديقة لها بولندية أيضاً، لاصطحابها في اليوم التالي".
ويتابع "باغتت ممرضة معها في الغرفة وقفزت ليلاً من نافذة المستشفى وسقطت على أرض خرسانية، وتم نقلها فوراً إلى غرفة العناية المركزة، وبعد ساعتين قررنا نقلها إلى مستشفى مجهز بشكل أفضل لتلقي العلاج، وفيه توفيت".
ويعتقد شوقي أن سبب الوفاة هو نزيف داخلي، ويرى: "وفقاً لكلام الممرضة، أنها لم تكن تحاول الانتحار، لأن الطريقة التي قفزت بها من النافذة تدل على أنها كانت تحاول الهرب، ولم تكن تعلم أن المكان مرتفع جداً".
وبحسب ما أعلنت صحيفة بولسكا تايمز، فإنه تم تشريح جثة ماغدالينا لمعرفة أسباب الوفاة، لكن المحققين في بولندا، أكدوا أنه سيتم تشريح الجثة مجدداً في روكلاو، عند وصول جثمانها إلى البلاد.
No comments:
Post a Comment